الفنانة مارجوفيون .....أولى رائدات فن التصوير .
فى حى المعادى ولدت الفنانة مارجوفيون لأسره متوسطة فالاب كان تاجر رحاله والزوجة ترعى شئون البيت وكان والدها كثير الاسفار طلباً للرزق وفى مرحله الطفولة المبكرة تقول مارجو ( كانت لعبتى تتبع الرسوم الخياليه بين تجازيع الخشب او تعاريج الرخام بإصبعى قبل أن استطيع الامساك بالقلم الرصاص ).
فى التاسعة من عمرها قررت ان تصبح رسامه وسرعان ما أقبلت على الورق وأقلام الرصاص كاشفة للأسره عن موهبة قوية وظاهرة.
فى عام (1920م) تألقت رسوم مارجو ذات الثلاثه عشر ربيعاً وطلبت ان تستزيد من الدراسة وبالفعل شجعتها الاسره للسفر الى باريس عام (1922م) حيث انتظمت لفترة عامين فى الدراسة .
تعرفت مارجو على المدارس التى ذاع سيطها فى الربع الاول من القرن العشرين مثل السرياليه والتكعيبيه التى جذبت انتباهها ولكنها فضلت التوجه الى ممارسه المراحل الكلاسيكيه والرسم الاكاديمى لتنميه ادراكها وموهبتها وحساسيتها للتكوين وللتلوين والامساك بالفورم وتحديد الرسوم لكى تمتلك ناصيه التكنيك وتدريب يدها الخلاقه والانطلاق بعد ذلك وارد واستقر بها المقام فى (مونت بارناس) .
كان من الممكن لمارجو أن تواكب بإنتاجها الابداع الاوربى وبالفعل انجزت عدداً من الاعمال السرياليه والتكعيبيه او تدمج المدرستين معاً ولكنها فضلت أن تحفر لنفسها طريقاً مختلفاً عن (بيكاسو ودالى وبالثاسن ) فضلت ان تكون هى مارجو والاستقلال بشخصيتها ، فقررت العوده الى مصر والاستقرار فيها نهائياً والتردد على باريس وسويسرا واسبانيا فى الفترات الصيفيه.
عادت مارجو الى مصر الحب الكبير والتقت بمرسمها الكبير بين مختلف القرى والنجوع والحقول وعشقت الحياه المصريه والتقت بأستاذ عظيم ورائد مبدع هو راغب عياد الذى أدهشها بفنه ورسومه السريعه المعبره القويه التى حققها بكل أقتدار ، ونهجت نهجه فى الالتقاء بالحياة والطبيعة والبشر والعمل والكفاح اليومى وانطلقت مارجو واندمجت فى معايشة واقعيه للحياة المصرية فى القرى المجاورة لحى المعادى حيث انجزت الافاً من الاسكتشات والكروكيات الى تعبر عن واقع الثلاثينات والاربعينات .
عايشت مارجو وصورت الاحتفالات الدينية المسيحية والاسلامية وكونت العديد من الصداقات التى ساعدتها على ارتياد اماكن متعدده .
تأثرت مارجو بالحروب الثلاث الكبرى (1956، 1967، 1973) وعبرت عنها فى مجموعة لوحات غاية فى القوة كما تأثرت بحرب الخليج (1991) وفى هذه اللوحات نرى كيف تحول البشر الى اشلاء متناثره او معجونه بالدماء والعظام والشظايا فيما تعد هذه الاعمال وثيقة انسانية بالغة الاهميه يفتقر إليها تاريخ الفن المصرى ، وعلى الرغم من اختلاف الموضوعات أو التناول الفنى أو حتى العلاقات اللونيه الحرة فإننا نستطيع أن نككشف عند رؤيتنا لاحد أعمالها أن نصيح انها مارجوفيون دون ان نقرأ توقيعها (( أنها الفنانة المصرية المولد والإبداع والانتماء مارجوفيون ))...
( مقتبس من مقال بقلم مكرم حنين )