حملت مريم وليدها الصغير ،و اتت به لقومها ،اللذين لم يصدقوها و قالو لقد جئت شيئاًمن الاثم فأشارت إليه لائذة بالصمت و إذا بالصبى الصغير –المسيح-ينطق الله ،ليثبت براءة أمه ،و يعلن عن نبوئته الآتية و رسالته المقبلة ،و لما بلغ من العمر ثمانية أيام ،حملته أمه إلى الهيكل و سمته عيسى (يسوع)كما أمرها جبريل حين بشرها به ،و نشأ عيسى عليه السلامفى كنف امه بعيداًعن بيت لحم فى ربوة عالية يقال أنها فلسطين و هناك رأى آخر أنها مصر ...و تتعدد الاقوال حول هذا الموضوع ،و حين بلغ عيسى اثنتا عشرسنةً صعد مع أمه مريم و إبن عمها يوسف النجار إلى أورشليم (بيت المقدس ) ليسجد هناك حسب شريعة الرب المكتوبة فى كتاب موسى عليه السلام. و لما بلغ المسيح من العمر ثلاثون عاماً جاء إلى يحى بن زكريا (يحى المعمدان) و اعتمد منه فى نهر الاردن ثم نزل عليه روح القدس –جبريل عليه السلام مثل حمامة ،ثم إنه بعد ذلك خرج إلى البرية ،و صام فيها أربعين يوماً لا يأكل و لا يشرب ،و نزل عليه الوحى بكتاب الانجيل و أحكام الشريعة ،و سار المسيح عليه السلام يدعو إلى الله بمثل دعوة الرسل .
اصطدم عيسى عليه السلام فى دعوته بجدال (الصدوقين ) و كانو فرقة من اليهود تنكر اليوم الآخر، و ما فيه من حساب و جزاء ،فأقحمهم بالحجة .
مضى المسيح مع تلاميذه إلى المكان الذى يجتمع فيه و أصحابه (تلاميذه الاثنى عشر ) و كان يهوذا الاسخريوطى –أحد الحواريين- يعرف ذلك الموضع و قد كان مشتبه فيه أن يكون هو الخائن الذى دل عليه اليهود ،فبدل الله هيئته بهيئة ذلك الخائن الذى أرشد عنه لينال جزاء الصلب الذى كان سيناله عيسى المسيح .
اجتمع المسيح بالحواريون و بين لهم أن الله رفعه إلى السماء ،و كانت مدة دعوته ثلاثة سنوات أى بعث و هو فى الثالثة و الثلاثين من عمره .