ولد غيوس يوليوس قيصر Gauis Julius Caesar عام 100 ق.م. في عائلة عريقة من الأشراف الرومان عايش في مرحلة مراهقته عهد الحرمان (الحرمان من حماية القانون) الذي فرضه ماريوس صهر أبيه. كما عايش عهد ديكتاتورية سولا وأوائل عهد بومبي] . و يعتبر يوليوس قيصر من أبرز الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ و صاحب ثورة تحويل روما من جمهورية إالى مملكة و كان امبراطوراَ لها وخلفه العديد من الأباطرة والحكام الذين تبنوا أسمه وأبرزهم أبنه (بالتبني) أغسطس قيصر وغيره.
تاريخ قيصر
كان يوليوس قيصر منذ صغره محباَ للعلم حيث درس في اليونان العديد من العلوم, إذ كانت اليونان مركز العلوم في ذلك الحين و كان أبناء أثرياء روما يرسلون إاليها للتعلم ثم التدرج في العمل السياسي أو ما شابه. انضم قيصر إلى المعترك السياسي منذ بداياته حيث كانت عائلة قيصر معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ. وجاء قيصر ليتبع هذا التقليد. أودعه سولا بالسجن لفترة قصيرة لكنه تمكن من المحافظة على علاقات طيبة مع النبلاء لعشر سنوات بعد إطلاق سراحه. حتى أنه تم اختياره زميلاَ جديداَ في كلية القساوسة عام 73 ق.م. ثم أنضم إلى صفوف الجيش الروماني كضابط ومحاسب تابع للحكومة الرومانية إلى أن قاد جيشه الخاص المعروف كأكثر جيوش روما إنضباطاً على الإطلاق. وقف قيصر إالى جانب بومبي مؤيداَ له بصورة صريحة عام 71 ق.م. وشكل قيصر وبومبي و كراسوس أول حكومة ثلاثية.
خلال السنوات التسع التي تلت انشغل قيصر بقيادة حملاته في بقاع مختلفة من العالم شملت توسعة نفوذ روما إلى كل من بلاد الغال فرنسا و سوريا ومصر و غيرها, حيث كانت معظم حملاته ناجحة إلى حد مثير حيث عين حاكما لإسبانيا البعيدة ليتم إنتخابه قنصلاَ. ونصب بعد ذلك حاكماَ على بلاد الغال, وكانت تلك مهمة شغلته لتسعة سنوات كان خلالها تاركاَ لبومبي وكراسوس أمر حماية مصالحه في روما. إلا إنه كانت هناك خلافات كثيرة بينهم عند هذا الوقت جعلتهم يعقدون لقاءَ فيما بينهم في لوكا عام 56 ق.م. في محاولة لحل تلك الخلافات. عين بومبي قنصلاَ وحيداَ عام 52 ق.م. بعد موت كراسوس الأمر الذي نتج عنه حرباَ أهلية وهزيمة لجيش بومبي في إسبانيا عام 45 ق.م ثم عاد قيصر بعد ذلك إالى روما ليكون حاكمها الدكتاتوري المطلق.
حاول تحسين ظروف حياة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة وجعلها تتبنى مواقف تتم عن صدق وأمانة وأعلن في عام 44 ق.م. عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكماَ دائما على روما, غير أن أعداءه الكثر دبروا له مؤامرة كانت نتيجتها اغتياله في آذار من عام 44 ق.م., مما ادخل روما بحرب أهلية أخرى وحزن كبير على فقدانه حيث انتقم ماركوس أنطونيوس (زميل قيصر) و أغسطس قيصر (إبن قيصر بالتبني) من مغتالي قيصر وهم بروتوس (الذي يعتقد أنه كان ابناَ لقيصر) والذي قدم له قيصر في حياته العديد من المناصب و الألقاب و عينه حاكم لغاليا و كاسيوس الذي كان يخدم في جيش قيصر أيضا مما جعل اغتيال قيصر قصة درامية تاريخية ذكرها العديد من الكتاب و أبرزهم شكسبيرالذي وصفها بأقبح عملية إغتيال بالتاريخ.
قيصر الأنسان
كان غيوس يوليوس قيصر أحد أفراد أسرة من الأشراف الرومان برزت مؤخراَ منذ عهد طويل اكتنفه الغموض, وكانت تتجلى فيه معالم و مواهب ومقدرات الشخصية الأرستقراطية الرومانية, فكلمة "شرف" غالباَ ما كانت على شفتيه, والشرف تطلب منه أن يكون مخلصاَ وفياَ إلى أبعد حدود الاخلاص و الوفاء إلى أصدقائه ومعاصريه و مؤيديه حتى إلى أولئك الأوضع مقاماَ ممن يؤدون له خدمة, كان قيصر يقول أنه حتى لو تساعده عصابة من قطاع الطرق وسفاكي الدماء في الدفاع عن شرفه فإنه سيكافئها بنفس الطريقة التي يكافئ فيها أناساَ آخرين. كانت لقيصر العديد من المواهب منها الكتابة و التأليف و كانت له العديد من الكتب المشهورة آن ذاك في روما. لم يكن قيصر وحشياَ بالفطرة إنما على العكس من ذلك تماماَ, كانت رأفته تجاه أبناء البلاد التي كان يفتحها معروفة ذائعة الصيت وحتى في حروبه الخارجية لم يكن قيصر وحشياَ بقصد الوحش, لكن كان عليه أن يوفر الغنائم لقواته وكان يجب امدادها بما تحتاجه من مؤن وطعام. لذا كان بحكم الضرورة قيامه بنهب وسلب المدن وبيع السكان كعبيد.
شيفرة قيصر
تأريخها و استعمالها
الشيفرة سميت باسم يوليوس قيصر الذي حسب سويتونيوس استعملها بزحف ثلاثة (احرف) ليحمي الرسائل ذو الأهمية العسكرية:
اذا كان لديه اي شيء ذا اهمية يقوله كتبه مشفرا وذلك بتغير تسلسل الأحرف بحيث لا يمكن استبيان كلمة واحة حتى. اذا اراد أحد ما ان يفهم يفك الشيفرة و يفهمها كان عليه استبدالالحرف الرابع في الأبجدية الأنكليزية بالاول و هكذا بالتسلسل. – سيوتونيوس 56 [1]
بينما كانت شيفرة قيصر أول ما سجل من هذا القبيل عرف استعمال بدائل اخرى للتشفير قبل ذلك. ابن اخته اغسطس استعمل الشيفرة ايضا لكن بزحف حرف إلى اليمين اي (بالعكس باللاتينيةz-a) ولم تكن الشيفرة تلتف إلى بداية الابجدية:
كلما كتب كلاما مشفرا، كتب B بدلا عن A، و C بدلا عن B، و هكذا بقية الاحرف، باستعمال AAبدلا عن X - سيوتونيوس 88، حياة اغسطس. هناك دلائل ان يوليوس قيصر استعمل انظمة أكثر تعقيدا ايضا، أحد الكتاب، اولوس غيليوس، يشير إلى (الان ضائعة) معاهدة مشفرة:
حتى انه هناك بالاحرى معاهدة مكتوبة بابداع من قبل النحوي بروبوس متعلقة بالمعنى السري لانشاء الاحرف في مراسلة قيصر – اولوس غيليوس، 17.9.1-5. لا يعرف مدى فاعلية شيفرة قيصر انذاك، لكن هناك احتمال كبير انها كانت مأمونة لحد معقول، ليس الا لانه اعداء القيصر كانوا اميين، ناهيك انهم كانوا ليفكوا الشيفرات. بفرض انه أحد الاعداء امكنه قراءة الرسالة، ليس هناك اي سجل عن اي تقنيات لحل شيفرات البدائل البسيطة. اقرب شيء مسجل يعود ال القرن التاسع في العالم العربي مع اكتشاف تحليل الترددات. --Caesarian 11:42، 18 أكتوبر 2007 (UTC) 18:32، 17 أكتوبر 2007 (UTC)
في القرن التاسع عشر، قسم اللعلانات الخاصة كان يستعمل احيانا لتبادل الرسائل المشفرة باستعمال طرق تشفير بسيطة. خان (1967) يشرح امثلة عن عاشقين في اتصالات خفية مشفرة بشيفرة قيصرية في جريدة (The Times). حتي في سنة 1915، الشيفرة القيصرية كانت تستعمل: الجيش الروسي سخرها كبديل لكثير من الشيفرات التي اثبتت كونها صعبة جدا لاتقانه من قبل القوات، المحللون الألمان و النمساويون واجهوا صعوبة قليلة في فك شيفراتهم تلك.
شيفرة قيصر يمكن ايجادها اليوم في العاب الاطفال مثل اقراص تشفير بسيطة.