نبذة عن بداية فن الخزف
يعتبر فن الخزف من ارقى الفنون التطبيقية فى حياة الانسان اذ استطاع عبر التاريخ أن يعبر عن حاجاته ،و يفصح عن مكنوناته فانه على صلة و ارتباط عميق بحياته قال تعالى فى محكم تنزيله (خلق الأنسان من صلصل كالفخار)و شاع استعمال كلمة الخزف بين الباحثين فى العصر الراهن للدلالة على المصنوعات الفخارية ذات الطلاء الزجاجى الذى يغطى سطحها الخارجى،و طبقة التزليج تجعل المصنوعات ثقيلة الملمس ،جميلة الشكل تسر الناظرين ،و لعلنا ندرك أن المرحلة الأولى من حياة الانسان تمتاز بالبساطة فقد استخدم أدوات بدائية فى أعماله اليومية ،و بديهى أن تكون تلك الفخاريات بسيطة ،و أقل متانة و جودة ،و صار الانسان يطور تلك الاوانى و ينوع بها حسب احتياجاته اليومية ،ثم انتقل من المرحلة النفعية الى المرحلة الجمالية ،و أخذ يزين تلك الاوانى بخطوط سوداء أو حمراء تارة بعفوية و تارة بشكل خطوط متوازية ،أومتشابكة أضفت الجمال على تلك الاوانى ،ثم تفنن الانسان فى صناعة الفخار فجعل أوانيه دقيقة بعد أن اكتشف عجلة الفخار ، و مع مرور الزمن تقدمت تقنية عمل الخزاف من حيث تكوين الطين و خلائطه المتعددة الى تقنية الألوان الكيمياوية المطبقة على الفخاريات اضافة الى تقنية الشى من الطريقة المتبعة بالشى على الحطب الى تقنية استعمال الفرن الكهربائى و فن الزخرفة على الخزف قد يكون بداية فن التصوير ،و الخزاف حين يزخرف سطح الأنية التى صنعها بزخارف ملونة يبتكر فن التصوير و ربما التصوير عند الشعوب البدائية لم يكن فنا قائما بذاته انما كان مرتبطا بفن الخزف و صناعته ،و يجوز أيضا أن يكون الخزف و صناعته أصل فن النحت فبعد أن صنع الانسان الاوانى الضرورية لاستعمالاته تحول الخزاف من الاجادة و التنويع الى تعابير جيدة تتمثل فى تشكيل الكتلة المجسمة ، ثم تطورت أعماله عبر التاريخ الى ما هى عليه اليوم،و فن الخزف من الحرف العريقة فى تراثنا الاصيل ،وما اللقى الخزفية التى تقتنيها المتاحف و قصور العالم بكل فخر و اعتزاز الا دليلا ساطعا على تقدم هذا افن و رقيه فى ماضينا الغابر ،و أضحى هذا الفن يشغل حيزا هاما فى حياتنا اليومية بسبب تعدد مجالات استعمالاته و الاقبال عليه يزداد باضطراد نظرا لفوائده النفعية و الجمالية و الصحية .