هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فى ذكرى العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل مصطفي الدهشان يحكي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المصرى البورسعيدى
مُنشد شغال
مُنشد شغال
المصرى البورسعيدى


عدد الرسائل : 62
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

فى ذكرى العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل مصطفي الدهشان يحكي Empty
مُساهمةموضوع: فى ذكرى العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل مصطفي الدهشان يحكي   فى ذكرى العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل مصطفي الدهشان يحكي Emptyالإثنين نوفمبر 26, 2007 11:02 am

هو ملحمة للفداء العظيم‏..‏ فداء الوطن في معركة الكرامة التي خاضها شعب بورسعيد الباسل أمام العدوان الثلاثي قبل‏44‏ عاما‏..‏ فهو واحد من أبطال مصر الذين وقفوا كالأسود في مواجهة فرق المظلات البريطانية التي هبطت في بورسعيد‏..‏ وأوقفوا زحفها بدمائهم وأرواحهم‏..‏
لنترك البطل مصطفي الدهشان يحكي قصته‏..‏ ملحمة الفداء وملحمة الوفاء العظيم‏..‏ الفداء والتضحية له‏..‏ والوفاء العظيم الذي قدمته زوجته لبنات جنسها وهو وفاء لا يتكرر وربما لن يتكرر‏.‏

البطل مصطفي الدهشان يروي‏:‏
ـ لم أجد غيرك ألجأ إليه لأحكي قصتي مدعمة بالوثائق والصور راجيا أن تقف معي ولاتتخلي عني‏.‏
سيدي الفاضل‏:‏ قامت ثورة‏23‏ يوليو وكان من أهم أهدافها إنهاء الاحتلال البريطاني‏,‏ واعلنت عن فتح معسكرات التدريب للمواطنين وتخرج ماأطلقوا عليه بالفدائيين للقيام بعمليات المقاومة ضد جنود الاحتلال في منطقة القناة‏.‏ وتغير اسمها فيما بعد الي قوات الحرس الوطني والمقاومة الشعبية ـ وكنت من أول الذين أسرعوا للإلتحاق بها‏.‏
وصدر إعلان تأميم القناة ـ وبدأت الدول الثلاث ـ إنجلترا وفرنسا وإسرائيل ـ بالإعداد للعدوان وتم استدعائي ولكفاءتي القتالية ألحقوني بكتيبة خاصة أطلقوا عليها‏(‏ كتيبة الأغاثة والنجدة‏)‏ وكان واجبها الرئيسي تعزيز الدفاع عن المواقع التي يتمكن العدو من اختراقها‏.‏
وقام العدو بإسقاط قوات مظلاته حول المدينة لعزلها عن باقي أنحاء الجمهورية‏.‏ وكان الهجوم الرئيسي موجه الي منطقة أشتوم الجميل ـ حيث المطار والطريق الموصل الي دمياط والدلتا‏,‏ وصدرت الأوامر الي كتيبتي بالإسراع الي هناك‏.‏ وكان لي شرف الاشتراك في هذه المعركة التي تحدثت عنها وكالات الأنباء وصحافة العالم‏..‏
والدليل علي عنف هذه المعركة وشدتها أنه في عام‏1996‏ حضرت بعثة من التليفزيون البريطاني لعمل فيلم سينمائي عن معركة بورسعيد بمناسبة مرور أربعين عاما عليها‏.‏ وأحضروا معهم بعضا من رجال المظلات الذين اشتركوا في هذه المعركة وطلبوا من المسئولين في القاهرة اختيار بعضا من المقاتلين المصريين الذين اشتركوا فيها‏.‏
وكان من ضمنهم محمد مهران الذي فقد بصره في المعركة والمقاتل زكريا الذي أصيب إصابة خطيرة وتم نقله للعلاج في قبرص‏.‏ واليوزباشي سالم صقر وغيرهم‏.‏
وفي مواجهة بين مقاتلينا ومقاتليهم‏.‏ واعترف أحد مقاتليهم ويدعي‏(‏ دون هايوارد‏)‏ كما هو مدون في الكارت الخاص به وأنه كان ضمن المجموعة الثالثة مظلات وقدمه للذكري الي اليوزباشي سالم صقر‏)‏ قائلا‏:‏ أشعر كأنني في حلم لاأصدقه وهاأنذا الآن أقف في أمن وسلام وهدوء علي هذه الأرض التي تعرضت فيها للموت والقتل وأمامي أفراد يرحبون بي كانوا بالأمس أعداء وكان كل منا يحاول قتل الآخر من يصدق ذلك ؟
واستطرد قائلا‏:‏ أمام الجميع من مصريين وانجليز لقد أخبرتنا قيادتنا قبل الهبوط أنه لن تكون هناك صعوبة في احتلال المطار فان قواتنا الجوية قد قامت بتطهيره وتطهير المناطق حوله‏,‏ وعند هبوطنا فوجئنا بجحيم من النيران توجه الينا ومقاومة عنيفة لم نتوقعها وخسائر كبيرة في جنودنا‏.‏
ياسيدي الفاضل‏:‏ لقد كان لي شرف الاشتراك في هذه المعركة ولم أنسحب من موقعي مع مابقي من أحياء منا إلا بعد أن حل الظـلام ونفدت ذخيرتنا‏,‏ وكان انسحابنا بأعجوبة حيث أن النيران تنصب علينا من قواتنا المدافعة عن المدينة ومن نيران العدو الذي يحاول اسكاتها وتوجهنا مع قائدنا الي‏(‏ فندق الايسترن اتستشينج‏)‏ ـ وكنا نطلق عليه في بورسعيد‏(‏ فندق البيت الحديد‏)‏ وهناك قابلنا القيادة وعلي رأسها اللواء الموجي‏,‏ ومحافظ بورسعيد ومفتش مباحث الدولة اللواء حسن رشدي وغيرهم‏,‏ وقد قابلونا بترحاب كبير‏,‏ وقدموا لنا بعض المأكولات الجافة وأخطرونا بأن المعركة الحاسمة ستكون باكر عندما يحاول العدو اقتحام المدينة قائلين لنا‏‏ شدوا حيلكم ياأبطال وربنا معاكم‏).‏
وفي اليوم التالي بدأت قوات العدو تتقدم من البحر في اتجاه شارع محمد علي احد الشوارع الرئيسية الذي يقسم المدينة الي نصفين‏,‏ وفيه تقع المحافظة ومجموعة من المدارس والمصالح الحكومية‏,‏ ويمتاز هذا الشارع أن مبانيه كلها كانت ذات بواك ضخمة ساعدتنا علي أن نتحصن خلفها بإعتبارها سواتر تعمل علي حمايتنا‏.‏
وهنا دارت أعنف المعارك‏..‏ ولن أتحدث عن دوري في هذه المعركة‏,‏ فقد تحدثت عنها الصحف في حينه ومنها جريدة الأهرام في العدد‏25859‏ بتاريخ الجمعة‏27‏ سبتمبر سنة‏1957‏ الصفحة الأولي بقلم الأستاذ أحمد الصاوي محمد ـ لقد قابلنا العدو بوابل من النيران وحاربناهم من منزل الي منزل وكانت خسائرنا وخسائرهم جسيمة وأمامي استشهد العديد من أبطالنا أذكر منهم الشقيقين محمد ووجدي بخيت والمقاتل الشهيد الطالب الجامعي علي رزق‏,‏ والشهيد اسكندر جرجس الذي أسرع لإنقاذه زميله المقاتل محمد الأمير فأصيب هو الآخر بدفعه رشاشة وسقط فوقه وسالت دماء الشهيدين مختلطة تروي أرض الوطن وغيرهم كثيرون
قلت‏:‏ هذه هي الروح الحقيقية‏!!‏
قال‏:‏ أما أنا ياسيدي فقد شعرت بثلاث لسعات نارية كاوية متتالية في صدري وبطني وجنبي اليمين من أسفل عند الحوض وشاهدت الدم يندفع من جسدي وارتميت علي الأرض وحاولت الزحف خلف أحد البواكي‏,‏ ولكنني لم أتمكن‏.‏ وكان آخر ماسمعته صوت اليوزباشي سالم صقر وهو يصرخ شيلوه اسحبوه‏..‏ اسحبوه بسرعة‏..‏ وشعرت بعد ذلك كأنني أطير وأطير في هواء مليء بدخان أسود وكثيف بدأ يتحول الي دخان أبيض خفيف لارائحة له‏,‏ وخرجت منه الي جو صاف تماما وشمس ساطعة ولكن ليست لها حرارة‏,‏ وهدوء وسكون شامل‏,‏ ولاأدري كم من الوقت قد مر‏..‏ وخيل الي أنني أهبط مرة أخري الي الأرض وأسمع كلاما وحديثا يأتي من بعد ولاأتبينه‏.‏
وفتحت عيني لأري أنني راقد علي سرير وكمامة علي وجهي وأسلاك وأنابيب تخرج من جسمي وتتصل بأجهزة علي جانبي السرير‏,‏ وممرضات وأطباء يذهبون ويجيئون وهم يبتسمون لي‏,‏ وجسمي ملفوف بضماضات وشاش وقطن وفوجئت بأنني لست في بورسعيد كما كنت أظن بل أنا في مستشفي العجوزة الذي حولوه الي مستشفي عسكري بالقاهرة‏.‏ وأنني عدت الي الحياة من جديد بمعجزة إلهية‏,‏ وبعد بضعة أيام لاحظت هرجا وحركة غير عادية ثم فوجئت بالرئيس جمال عبد الناصر يدخل حجرتي ومعه مجموعة من الأطباء والضباط‏,‏ وعرفت من هؤلاء الضباط اللواء دكتور محمد عبد الله مستشار جراحة العظام المعروف والذي كان يواظب علي زيارتي يوميا ويوصي الأطباء المشرفين بملاحظة حالتي‏.‏ ولأول مرة عرفت من اللواء الدكتور محمد عبدالله وهو يشرح حالتي للرئيس جمال عبد الناصر أنني قد أصيبت بثلاث رصاصات إحداها بين الضلع الثالث والرابع في صدري والأخري في بطني والثالثة وهي أخطرها في الحوض‏,‏ وسببت لي تلفيات شديدة‏,‏ وأنني قد نجوت بأعجوبة‏,‏ ولن أنسي ياسيدي ماحييت الرئيس جمال عبد الناصر وهو يتجه نحوي وينحني ليقبلني ويوجه لي كلامه والي المستشار اللواء الدكتور محمد عبدالله بضرورة العناية بي لأقصي حد‏.‏
وبقيت في هذا المستشفي حتي خرج جميع المرضي بعد شفائهم وأعادوهم للخدمة المدنية ولخطورة حالتي وشدة إصابتي نقلوني الي مستشفي الحلمية العسكري‏,‏ وبقيت فيه عدة شهور أخري‏..‏
وهذه هي صورة للرئيس جمال عبد الناصر عند زيارته لي في حجرتي‏..‏ ويقدم صورة له علي سريره وأمامه الرئيس عبد الناصر يتحدث إليه‏..‏
وفي مستشفي الحلمية زارني العديد من معارفي وأصدقائي‏,‏ وكانت أهم زيارة هي زيارة المرحوم الحاج حامد الألفي أحد رجالات بورسعيد المعروفين بخدماتهم للمدينة‏,‏ وكان رئيسا للعديد من الجمعيات الخيرية‏,‏ ومنها جمعية الإسعاف ودفن الموتي وعرفت منه أنه في اليوم التالي للمعركة وصدور قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار وبدأوا في جمع الجثث لدفنها وكنت أنا من بين هذه الجثث‏,‏ وشاءت الأقدار أن يوجد مصادفة في هذه العملية الدكتور ظريف زكي بشاي‏,‏ وكان متطوعا معنا في الحرس الوطني ويعرفني جيدا ولاحظ وهو ينظر الي أن جسدي لم يتيبس مثل باقي الجثث وأن لون وجهي يختلف عنهم وفتح عيني وصرخ لسه فيه الروح مش ميت ونقلوني الي المستشفي الأميري ومنها الي القاهرة في قطار الجرحي تحت رعاية الصليب والهلال الأحمر‏.‏ وبعد عدة شهور قضيتها في مستشفي الحلمية العسكري جاء لزيارتي الدكتور اللواء محمد عبد الله الذي أشرف علي علاجي طوال هذه الفترة‏,‏ وقال لي الحمد لله يامصطفي أن الحالة قد تحسنت وأن حالة العجز الجسماني عندك‏30%‏ والصعوبة التي تجدها الآن عندما تمشي وتسبب لك بعض الآلام وهي نتيجة الإصابة الشديدة في الحوض وهذه الإصابة كانت قريبة جدا من العمود الفقري ولكن الله سلم ـ وإن كانت هذه الإصابة للأسف قد تسبب لك عجزا في رجولتك‏.‏
وكانت صدمة عنيفة وتذكرت فورا خطيبتي التي كنت أعد الأيام للاقتران بها‏,‏ ولاأريد أن أصف لك مشاعري وكيف أتصرف‏..‏ هل أخبرها ؟‏..‏ هل أصدمها وأحطمها وأقول لها إنني لم أعد أحبها لتتركني وأبعد عنها مثل مايحدث في الأفلام السينمائية‏..‏
وقررت أن أصارحها بحقيقة حالتي وليكن مايكون‏.‏ وحرام أن أخدعها وأن أحرمها من سعادة الحياة الزوجية ومن الأمومة ونعمة البنين‏..‏ وصارحتها بالحقيقة هي وأهلها والذين رفضوا فورا قبول هذا الوضع وضرورة فسخ الخطبة فورا‏..‏
أما هي فقد أقسمت علي أن تستمر الخطبة وأنها لن تفترق عني إلا بالموت‏..‏ وتم الزواج ياسيدي الفاضل الذي انقضي عليه الآن حوالي أربعين عاما مرت كأنها شهور وأسابيع‏..‏ كانت لي هي الزوجة والأم‏,‏ والأخت والابن والابنة‏,‏ كانت مثال الزوجة الوفية المخلصة المطيعة ولم تجرح يوما مشاعري ولو بكلمة‏,‏ تقضي لي كل حاجاتي‏,‏ وكانت تتألم لألمي الذي كان ومازال يراودني من جراء الإصابات الناتجة من الرصاصات الثلاث التي أصابتني‏,‏ خاصة تلك التي أتلفت جزءا من عظام الحوض‏.‏
وقد عوضت حرمانها من الأمومة باهتمامها بأطفال أسرتي وأسرتها وعطفها الزائد وحبها لهم‏..‏ وكنا زوجين سعيدين أجمل ماتكون سعادة الأزواج طوال هذه السنين‏.‏
الي أن جاءت الليلة السوداء عام‏1998‏ عندما وجدتها تبكي فصحوت مذعورا وأخبرتني أنها تشعر بألم شديد في رأسها وثقل في نصفها الأيمن‏..‏ وفي الصباح أسرعت الي الطبيب في بورسعيد وكانت المصيبة أنها جلطة سببت شللا جزئيا ـ بعد ذلك ـ وأخذت أطوف بها علي الأطباء في بورسعيد ونصحوا بطبيب في المنصورة فأسرعت اليه ولمدة أكثر من عامين حتي الآن أحملها لأضعها في سيارة أجرة مخصوص الي المنصورة وأحملها وأصعد بها السلالم الي عيادة الدكتور وقد استنزف مني ذلك عشرات الجنيهات مصاريف انتقال وعشرات الجنيهات للأطباء وعشرات الجنيهات للعلاج والأدوية في كل سفرية
مازال البطل مصطفي الإنسان يتحدث‏:‏ لقد تعبت جدا وأنهكتني هذه المصاريف الباهظة وأرهقني ماديا ونفسيا لرؤية شريكة حياتي علي هذه الصورة‏,‏ وهي التي ضحت بسعادتها وأمومتها من أجلي ولم يعد لي ما أملكه من مال ولو لسد قوت يومي وكم تصل المأساة وهي تتعذب وتبكي من آلامها ومن نظرات الناس اليها وأنا أحملها وأعبر بها الشارع وأصعد بها السلالم‏.‏
إن معاشي محدود لايكفي لعلاجها وعلاجي وسد حاجتي اليومية وفي حاجة ماسة الي العطف والمساعدة وأنني أحق عن غيري من القادرين الذين تعالجهم الدولة علي نفقتها‏.‏
سيدي الفاضل‏..‏ أنني لم أطالب بمعاملة مثل لاعبي الكرة ولا كبار الممثلين‏..‏ فقد مضي العمر وضاعت السنين وأصبحت كهلا وجزء من تاريخ النضال والدفاع عن مصر كأحد المقاتلين والفدائيين الذين ضحوا بشبابهم وسعادتهم وصحتهم لتبقي مصر منتصرة ومصونة‏..‏

منقول من جريده الاهرام للعام 2000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسيم البحر
مُنشد أنشوده السلام
مُنشد أنشوده السلام
نسيم البحر


عدد الرسائل : 493
العمر : 36
الموقع : http://eslamtheking.hooxs.com/index.htm
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

فى ذكرى العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل مصطفي الدهشان يحكي Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى ذكرى العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل مصطفي الدهشان يحكي   فى ذكرى العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل مصطفي الدهشان يحكي Emptyالسبت يناير 05, 2008 11:49 am

مشكور يا بطل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://eslamtheking.hooxs.com/index.htm
 
فى ذكرى العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل مصطفي الدهشان يحكي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقسام :: قسم التاريخ والتراث-
انتقل الى: