هذا الزجل من الأعمال الكاملة لفؤاد حداد الجزء الثانى
بعد الرصاص ما سكت كان الرصاص بيفوح
الجو حابس آلامه و الحجر مجروح
الأولة آه على عيل يتيم بينوح
و التانية آه فين أبوه و أمه و فين حيروح
و التالتة آه كان لنا ف الشمس بيت و سطوح
يا قلبى دقت ايدين على بابك المفتوح
عيل يتيم على تل من الحجر بينوح
و يبص لك بعيون أوسع من الأجفان
و يبص للأرض يلقى الشىء و لا يلمه
الطوبة دى كانت البيت اللى بيضمه
و الهدمة دى لسة فيها ريحة من أمه
و الرملة دى قايدة من عرقه و من دمه
كل المآسى اللى فوق الأرض بتهمه
عيل يتميم على أطلال البلد سهران
جعان و لا بيشتكى من الجوع و لا يقول آه
بردان و لا بيشتكى من البرد مهما سقاه
بيسأل اليتيم كام عيل ف سنة لقاه
حتى الحجر انتفض من نظرته لشقاه
وقف و لف المدينة كلها و رآه
رأى الحنان ف عيون الشعب كله حنان
رأى القلوب ف عيون المعركة ثابتة
رأى الآمال على أطلال البلد نابتة
رأى الحمام حط جنبه و ألتفت لفتة
لا الأولة آه و لا التانية و لا التالتة
مسح اليتيم دمعته و اتحطم العدوان