هذا الشعر للشاعر المصرى محمد سليمان
و كأنها كانت حين اعتصمت بنورها
كل النساء
و كأنها أخذت حين اختفت معها
زمانى........
لم تدع الا الغبار
و هذه الصحراء
عام مضى عامان بل عشرون
صرت كما ترون كهلاً
جليلاً مثل شارات المرور
أعد للأولاد قائمة
بآلاف النصائح
ثم أعدو خلفهم فى الحلم
أحياناً بوجه لا يناسبنى
لكى استقبل الماضى ينفض ريشه
و يقوم كالعنقاء
و كأنها كانت سماء لى
تتوهج الأقمار فى أثوابها
و ترشنى بالماء
**********
لا أعرف أين تدور الآن
لا أعرف ماذا فعل الموج بها
أتذكر
كانت تهوى الأخضر ثوباً
و الذهبى حذاء
و الوردى طلاء للحيطان
أتذكر كانت ترسم قصراً
و عصافير
و بحراً يغفو مثل الطفل
و أشرعة بيضاء
و سفناً تخطو
ثم تقول السفر دم
و تحيي شمساً تحبو فوق الجسر
و ريحاً مثل ثعالب تعدو
فى الميدان
****************
سلمولى عليها
و قولوا
تركناه فى الركن يهذى وحيداً
كمذياع مقهى
و قولو
يكلم ناس الهواء كثيراً
و يرسم بالشعر شعراً قصيراً
و عينين كذابتين
و صوتاً
ووجهاً
سلمو سلمو
و قولو
كلص قدير يخبئها
ربما فى الخلايا
و يخدع
من يضرب الرمل
أو يسأل عنها
و قولو
سمعناه أيضاً يغنى
بصوت قديم و يمشى بلا صاحب
مثل نهر
لكى يستظل بعيداً بها
