تعد الجاسوسية من أقدم الحيل التى استند إليها الانسان للحصول على الأسرار الخفية و المثيرة ، و يرى البعض انها كانت موجودة مع الانسان البدائى الذى صار يتتبع آثار فريسته و يبحث عن ضالته فى عالم التيه ، لكن هذا فى نظرى لا يعد استخداماً امثل للفظ الجاسوسية إذ ان المعلومات التى حصل عليها الانسان البدائى لم تكن تحتاج لتكنيك عالى فى التدبير او اقتفاء آثر عاقل يستطيع التخفى و انكار هويته فهى لم تكن اكثر من محاولات عبثية استطاع بها مسايرة حياته البدائية ، و قد عرف الفراعنة هذا الفن و استخدموه ، نذكر من ذلك الملك تحتمس الثالث الذى أراد دخول يافا و لم تتاح له الفرصة فشحن 200 من جنوده فى البضائع التى نقلتها سفينة ليافا و استطاع هؤلاء الجنود معرفة أسرار المدينة عن طريقهم استطاع تحتمس الثالث دخول يافا .
و قد عرفت الجاسوية فى اليابان و ظهر من جماعات الساموراى ما يسمون بالنينجا و هى كلمة يابانية تعنى الاختفاء و كان هؤلاء الشباب من جماعات النينجا يحصلون على تدريب عالى و يدربون على تحمل الصعوبات العديدة كالبقاء تحت الماء لفترات طويلة و على الشجر و تمرنو على استخدام طرقاً عديدة للتخفى .
و قد وجدت أيضاً الجاسوية فى عصر المسيحية و لا ادل على ذلك من قصة يهوذا الاسخريوطى (الخائن) ذلك الذى كان من الرسل الاثنى عشر (تلاميذ المسيح) و قد دس بينهم و نقل اخباره لليهود نظير مبلغ زهيد و عندما قابل المسيح قبله قبلة الغدر و هى كانت منه إشارة لليهود بأن هذا هو المسيح ليقتلوه و لكن الله تعالى رفع نبيه حياً و بدله بآخر من الخائنين و تقول الروايات انه هو يهوذا الذى صلب بدلا منه و تقول بعض المؤلفات فى العالم الغير منظور انه فى هذه اللحظة كان يهوذا وسيطاً فاستطاع بسهولة المسيح تشكيله بهذه الهيئة تاركاً روحه تصعد الى السماء .
و قد كانت العصور الوسطى زاخرة بالعديد من الجواسيس المحترفين
[size=24]
و مع مطلع القرن العشرين ظهر ما يعرف بتكنولوجيا الاستخبارات الحديثة ، تلك التكنولوجيا التى أتاحت فرصاً أكبر للتخفى ، و إزاء هذا التطور لم تقف الايدى ابشرية عاجزة و لم تلغى التكنولوجيا دور الانسان بل ساعدته على تحقيق النجاح ، فقد ظهر فى القرن العشرين أجهزة التنصت المعقدة و كاميرات التصوير الدقيقة و كذلك أجهزة اللاسلكى بعيدة المدى ، كما ظهر ت أقمار التجسس و طائرات و سفن التجس لدى الدول الكبرى و صارت الدول تخصص جزء من ميزانيتها لأجهزة الاستخبارات التى لم يعد يتوقف نشاطها على أوقات الحرب فقط بل امتدت لتشمل الحرب و السلم لتأمين الدولة من الاخطار المحتملة من الدول الاخرى ، و لم تزل الحنكة و الزكاء و قوة التدبير هى مقومات رجل الاستخبارات الناجح أو الجاسوس .