منذ ان لخص أرسطو النظريات السائدة فى عصره و المتعلقة بتخلق الجنين ،استمر الجدل بين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم فى ماء الرجل ،و بين انصار نظرية الجنين الكامل الموجود فى بويضة المرأة و لم ينتبه أحد من الفريقين ألى ان كلاً من حيوان الرجل و بويضة المراة يساهمان فى تكوين الجنين ،و هو ما قال به العالم سبالانزانى سنة 1775 ،و فى عام 1785 تمكن فان بندن من إثبات هذه المقولة و تخلت البشرية عن فكرة الجنين القزم .
و قدالقرآن الكريم صراحة إلى ذلك قبل أحد عشر قرناً فيقول المولى عزوجل (يخلقكم فى بطون أمهاتكم من بعد خلق فى ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فانى تصرفون ) و قد قال علماء التفسير بأن عبارة خلقاً بعد خلق تعنى أن الانسان يمر خلال عملية تخلقه بمراحل متتابعة فصلها القرآن فى سورة المؤمنون حيث قال (و لقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاًآخر فتبارك الله أحسن الخالقين )و هذا ما كشف عنه علم الاجنة الحديث فى القرن الثامن عشرتصديقاً لقوله تعالى (و لتعلمن نبأه بعد حين )صدق الله العظيم
وجه العجاز هنا فى الآيات القرآنية هو تقريرها صراحة بأن الانسان يمر خلال تخلقه بمراحل متتابعة و أنه لا يخلق دفعة واحدة فى صورة قزم ،و هذا ما كشفت عنه الدراسات الحديثة .