أحـــــــــــلام أم همـســـــات
بعد رحله عمل شاقه و مرهقه جلست في المقعد المفرد بقطار موحش خافت الإضاءة يكاد يكون خاليا في هذا الوقت من السنة شارد الذهن أنظر عبر النافذة
وسط تساقط حبات المطر بغزاره و الظلام حولي في كل مكان و لست أدري
هل كان الظلام حولي حقا أم بداخلي 0
أخترق سمعي عبر العربة الفارغة أن القطار سيتوقف قليلا حتى تهدأ الأمطار قليلا
فحاولت أن أغمض عيناي قليلا لأستريح من الشقاء المحيط بي دائما فأنا أعمل
كالساعة في رتابتها و استمرارها بلا توقف 0
كنت دائما أشعر بالوحدة و كأني أعيش في هذا الكون بمفردي أبحث دائما
عن حب يملئ حياتي يجعل قلبي يدق من جديد يتدفق بالسعادة التي حرمت منها
وطال انتظاري 00 ولكني لم أفقد الأمل في العثور عن هذا الحب عن هذا القلب
عن هذا النور الذي سيضئ وجداني بعد ظلام الوحدة و صراخ السكون 0
أفقت من خيالاتي علي صوت قطار أخر يقف وسط الظلام إلي جوار القطار الذي أستقله 0
ووسط الظلام و استمرار هطول الأمطار و في نفس المقعد الذي أجلس عليه
في القطار المقابل شاهدت عيونا تنظر تجاهي 00 عيون شعرت معها أنني أعرفها
بل أنتظرها طوال حياتي عيون دافئة عميقة ساحره جميله 00
فتعالت الصرخات من داخلي غير مصدق ما يحدث أهو حلم أم حقيقة ؟
و تنبهت و استدرت ناحيتها ووجدت وجه يفيض جمالا و سحر لا يقاوم
وجه كالملاك والنور الذي يشع من عيونها يملأ الدنيا ضياءا وسط كل هذا الظلام
فدق قلبي يشده و كأنه يريد الخروج من مكانه و تلاقت العيون 0000
فتعانقت وتكلمت فتطابقت 000
كانت عيونها هي الأخرى تصرخ مناديه متلهفه00 نعم أنا 00 أنا من كنت أبحث
عنك كما كنت أنت تبحث عني نعم أنا من أعيش في الحياة وحيده وسط البشر
أعيش مع من لا أحب و يمتلكني مالا يستحق 00 تعالي إلي قلبي المتعطش إلي عيونك00 إلي أحضانك الدافئة 00
لقد كنت أبحث عنك أنا الأخرى فلا تندهش لقد أدحرتني الأقدار لك بعد كل هذا العمر لنحقق ما كنا نتمناه و نحلم به كل ليله فترك لي عيونك فهي الأمان الذي
أتمناه 00 لقد بدأ قلبي يدق مره أخري ليعزف لحن سعادتنا الأبدية لقد عادت
الحياة إلي جسدي من جديد 00
صرخت عيوني من شده سعادتي بلقائها و أنا مازلت غير مصدق أن عيوننا
تكلمت و فهمت و أدركت ما نحس به 00
و توالي همس العيون مع وعد باللقاء و القرب و نسيان عذاب السنين و أمل في
الحياة مره أخري 0
قمت من مقعدي سريعا للحاق بها و همت هي الأخرى بالوقوف لانتظاري
و احتوائي بين ذراعيها 000000
وفجأة تحرك القطاران سريعا 00 كلا في اتجاه فصرخنا سويا و تعالت صرخاتنا
و نحن نحاول النزول من القطار كلا منا يتلهف للحاق بالأخر و لكن القطاران
تحركا بسرعة كلا في اتجاه فتعالت صرخاتنا مناديه متمنيه و لكن ضاعت هباء
و بدأت السماء تنهمر مره أخري بأمطار ليست من السماء و لكن من دموعنا
و لا مستجيب 0000
عدت إلي مقعدي مره أخري و لكن هذه المرة أدركت أنني لن أستطيع أن
أحلم مره أخري لأن حلمي تحقق أمامي و لكنه ضاع ولا أظن أن الحلم
يمكن أن يتكرر مره أخري 0
كريم نور