على ضوء الشموع الخافت كنت جالسة أنتظر ...لقد مرت عشر سنوات و أنا على هذا الحال ...كنت ذاهبة الى منزلى و فى الطريق مررت بمحل ملابس جديد فوقفت أمام الفاترينة و قد رأيت بعض الموديلات التى الكلاسيك ،و انا مولعة دائماً بالقديم فدخلت المحل و سألت البائع عن اللون الاسود من الموديل الذى أعجبنى فرد على بأن لهذا الموديل ألوان كثيرة و هى أكثر ملائمة لسنى ،و لكننى طلبت اللون الاسود فهو لونى المفضل ،و بعد أن اشتريته قال لى البائع اتركى الماضى و انظرى للحاضر و المستقبل فهى نقاط عالمك الذى يستحق التفكير فيه ،وقتها علمت انه استطاع تفسير الحقيقة التى عجزت نفسى عن تفسيرها و هى اننى مازلت تاركة الحاضر و أبحث فى صفحات الماضى السوداء و لا أنسى ألامه ...خرجت من المحل و انا شاردة الذهن أفكر فيما قاله لى و فجأة وجدته يجذبنى للوراء و يقول كدتى ان تموتين بغفلتك و كنت فعلا على وشك الاصطام بسيارة نقل و اعطانى كوب ماء ثم قال قال لى ان شئت ان تعودى للحياة فستجدينى قريبا ...شربت الماء ثم عدت لمنزلى و أنا أفكر في كل كلمة قالها لى ثم ارتديت الثوب الاسود ،و نظرت فى المرآة و لأول مرة لا اقتنع بشىء اشتريته بنفسى أو ربما كلام البائع كان له تأثير على فقد أدركت أنه على صواب فى كل شىء ،و فى اليوم التالى ذهبت لأشكره على نصيحته و للأسف لم أجده فسألت الفتاة التى وجدتها فى المحل عنه و لكنها أكدت انه لم يكن يوجد فى المحل أى أحد بالصفات التى وصفتها لها فشعرت بالضيق و لكننى كنت متأكدة اننى رأيته فمازالت صورته أمام عينى و صوته فى أذنى ...ظللت أبحث عنه فى كل مكان و لكننى لم أجده و قد أحسست أننى أحتاجه بجانبى و لا استطيع التخلى عنه ...وقتها فقط شعرت أن الحب أكبر من أى شىء ،كنت أعلم أنه فى كل يوم يبحث عنى مثلما أبحث عنه فصرت أشعل شموعى كل يوم و انتظره ،و فجأة جاءت رياح شديدة اطفأت كل شموعى ...لحظتها فقط أدركت ان الحب مازال يسكن قلبى و انه الحقيقة الوحيدة التى أحيا بها ،و قررت ألا انتظر ثانية فقط لأنه يسكن بداخلى و اننى اعيش الحب فى كل لحظة .