ذلك اليوم الموعود خالفتنى فيه كل الامانى و الوعود ،كنت نائمة على سريرى و فجأة أحسست يدها الصغيرة فوق كتفى فاستيقظت و عدلت من وضعها ، كان كل شىء على ما يراام اتصلت بكل الاهل و الاصدقاء ادعوهم لعيد ميلادها الخامس ،أكدت على الحلوانى ما طلبته منه ليلة أمس ،ذهبت لإيقاظها من نومها العميق و طفقت أطعمها بيدى و اسقيها الشراب و عندما انتهيت منذلك البستها فستاناً جميلاً ،ثم وجدتها تجرى هنا و هناك و تريدنى أن أداعبها ، لم أتأخر يوماً عنها فى طلب تطلبه منى ،أحسست لحظتها أنى أصغر منها و طفقت أجرى ورائها فى الفيلا و الاحقها أينما ذهبت . اختل النظام بسبب لهونا فيه ثم نزلنا معاً الى الحديقة ،و شرعنا نقذف بالماء بعضنا البعض ،كنا نسكن بالاسكندرية و كان الشاطىء قريباً ،أمرت الخادمة أن تعيد النظام بالفيلا ثم أخذتها و كانت تحمل معها كرتها الصغيرة ...ظللنا نلهو معاً بالكرة حتى شعرت بالتعب فجلسنا نستريح على الرمل ...كنت ارسم لها اشكالاً عليه ،طلبت منى أن ننزل البحر و بالفعل استأجرت لانش و ركبناه معاً... سقطت كرتها فى الماء فنظرت اليها و هى واقفة و حينئذ وقعت الكارثة ،لست أدرى كيف اتجهت اليها كالمجنونة لأنقذها ، و لست أدرى ماذا حدث بعد ذلك ،كل ما أدريه أننى فتحت عينى و كنت على الشاطىء فوجدتها بجانبى و كانت قد غادرت الحياة ،و من يومها و أنا أسمع صوتها ...لا يزال يرن فى أذنى كاللحن الحزين يميتنى ألف حينا و يحينى حيناً لأرى نهايتى التى تقترب كاللحن الصاخب لا يهدأ.