كان الخريف قد جاء ليسلب الارض فرحتها و يبدل ثوب الاناقة و الجمال بثوب البؤس و التعاسة .
تحت الشجرة كان جالساً بجوار جيتاره ،و فجأة سقطت آخر ورقة من أوراق الشجرة ،تلك الورقة التى ذكرته بحبيبته لحظة الوداع حينما لفظت آخر أنفاسها بين يديه ،لقد كان يود أن يعطيها عمره و يموت هو ...مازال صوتها يهمس فى أذنيه باسم الحب الذى جمعنا باسم الأمل ...فاضت عيناه بالدموع و لكنه حاول ان يتماسك أمام تلك الشجرة التى تجلس أيضاً حزينة لفقد أوراقها كلاهما وحيد فى دنيا المخاوف كلاهما حزين، صورة حبيبته لا تزال أمام عيناه ببسمتها الهادئة الرقيقة ...تحسس جيتاره ثم بدأ يعزف عليه تلك الموسيقى التى احبتها و كانت دائماً تطرب بسماعها ...الشجرة فقط تسمعه تشعربالامه ،كل الناس بعيدة فى عالم آخر ،ترك الشجرة ثم ذهب إليهم لقد نادى كل فرد فى فرقته الموسيقية و قال لهم اليوم للجميع ، أخذ كل منهم آلته و فى ميدان عام ميدان اسمه الحياة طفقو يعزفون موسيقا السامبا و فى دقائق معدودات التف الجميع حولهم من مختلف الاعمار ،الكل يتمايل و يتراقص ،صوت الموسيقا يعلو و دقات قلبه تعلو و تعلو ،و يزداد الرقص قوة و عنفاً نكل الفرقة تمرح فى لهو و تتمايل مع النغمات ،و هو يطلق ضحكات عالية مجنونة ...و فجأة ترك جيتاره و صار الى المجهول الذى لا يعرف بدايته .