سنين على هذا الحال حتى صار من المحال أن أفارقه ...كنت دائماً أشعر بالوحدة حتى و لو فى وسط الجموع و لكن هذا اليوم كانت وحدتى غريبة و قلقة و كأن شيئاً يصرخ فى أعماقى ...دقت الساعة الثامنة و قد خيم الظلام علينا و فجأة وجدت نفسى ألتقط مفتاح شقتى ثم غادرتها و نزلت أسير بالطرقات و الشوارع مندهشة أبحث عن السعادة و كأنها شىء يسير ،و طفقت اعبر كل حى بناظرى ...غاب الناس جميعهم عن عينى ووجدت نفسى كالحائرة ،ثم تذكرته و كان قريباً ذلك المكان الذى كان دوماً يجمعنى و أحزانى ،و سرعان ما ذهبت إليه ...صار الظلام مدقع ،لم أجد غير ضوء القمر الخافت ينير لى أو يثير خوفى ،و فجأة وجدتها تجلس بجانبى لست أدرى من هى ...يا إلهى ثمة صوت كله حزن يتكلم كلاماً لا أفهمه أو ربما فهمت القليل ...وقتها شعرت أن لزاماً علىَ أن أسأل ما سبب المجىء لكننى ترددت كثيراً كنت أسمع و أنظر فقط ...طال الوقت و بدا نور ضعيف يتسلل إلى عينى ...كل ما أذكره أننى تأكدت أنها إنسانة تنظر إلى بإمعان ثم سألتنى أين الطريق ،لم أندهش و لكننى لم أرد ،ثم عادت تسألنى متى اللقاء و كانت إجابتى الصمت ...لم يطل الصمت بيننا و لكنها قالت سؤالاً إهتز له وجدانى و كيانى ...كان السؤال كيف النجاح و رغم كل ما بى من آلام ابتسمت ابتسامة صفراء و أجبت إن النجاح طريق بعيد بدايته خطوة تعبر الالف ميل ليس له نهايةو ربما تضيع منه البداية، فى هذه المرة تركتنى بعد نظرات حائرة و صارت تعدو غاربة ،قلت لها انتظرى و لكنها لم تنظر حتى ورائها و ظللت أعدو ورائها محاولة خرق السحاب ،و لكنها ضاعت و اختفت مثلما ضاع كل شىء حتى الطفل الذى كان يعدو ورائها لم ينتظر ظل يعدو و يعدو ورائها حتى سقط على الارض و استطعت اللحاق به و لكن قد فات الاوان الطفل الآن وقف به نبض الحياة و ظهر ضوء الشمس أكثر قوة لكن ما الفائدة قد كنت أبحث عن سراب و انتهى و صار نهارى كليلى .