يعتقد الكثير منا أن الحب أقوى عاطفة ف الكون و لكن هل نستطيع معرفة حقيقة مشاعرنا ؟ هل ندرى ماهو احساس الحب أصلاً ؟!! اعتقد أن الكثير سيجاوب على هذا السؤال اجابة نمطية ليس لها علاقة بالواقع و هذا قطعاً ما يجعلهم يضعون أصابعهم فى آذانهم فلا يسمعون الا هذا الصوت الزائف الذى يرن بطنينه فى القلوب الخاوية ......قد يظن البعض أنهم سيموتون بدون الحب ....ينتحر البعض لفقدان الحبيب أو لضياع هذا الحب و لكن هل هذا منطقى أو سلوك سوى ؟! بعيداً عن هواجس الشباب و المراهقين دعونا نتخيل بنيان قوى دار به الزمان و انهكته العواصف الطائشة ...ترى ما شكل هذا البنيان بعد مئات الاعوام سيكون صلبا شامخاً ، أما إن كان هذا البنيان ضعيفاً خائراً سينتهى مع اول صدمة يتعرض لها مع اختلاف الموضوع هنا فأنا اتحدث عن الانسان الا ان الحقيقة ما زالت متجسدة أمامنا فى هذا الانسان فذلك الكيان الخائر الضعيف الذى تناسخ ليصبح آلاف بل ملايين النسخ هو الموجود حالياً فما أكثر المحبين الذين ينتهون و يحطمهم صراعات هذا الحب .....هذا الدمار ليس سببه الحب فالحب برىء منهم و انما هو ضعف ناتج عن تراكمات عديدة اثقلت ظهر هذا الانسان فصار مع الرياح الى ان قابل (س) من الناس و توقع أنه يتعلق به فكانت النهاية ضياع (س ،ص) معاً و لا أقصد هنا بالضياع الموت و إنما الحياة المماثلة للموت – الحياة التى لا معنى لها –
يخلط الكثيرون بين مفهومى الحب و الاعجاب و ربما لا يعرفون أصلاً بوجود المسميات المختلفة هذه فما يدركه الفرد هو احساس داخلى ربما يكون تعود على رؤية شخص ما و ليس أكثر لكن الهروب من الواقع يجعل الانسان يرسم لنفسه حلماً يعيش فيه ربما يجسد شخصاً من الواقع ليعيش معه هذا الحلم و يعتقد ان وجوده معه يجعله يعيش فى حالة من الانسجام بل و الحب ربما يشعر بفراغ عندما يتركه هذا الانسان و لكن بعد قليل سيجد أنه مازال يعيش و يقابل أفراد آخرون ربما يكون وجودهم معه أفضل له، هنا نجد ان ماشعر به الفرد كان اعجاباً و ليس حباً فالاعجاب ينشأ لدى الفرد ،إذا وجد فى الشخص الآخر شيئاً مثيراً للاهتمام و ذلك حسب طبيعة الفرد فما يثيرنى أنا قد لا يثير غيرى و هكذا أما الحب فهو ينشأ عن عدة تداخلات يجهلها الانسان فقد يكون الانسان نرجسى فيبحث عن ضالته فى إنسان يحمل نفس طباعه و قد يبحث الشاب عن امه فى حبيبته و الفتاة عن أبيها و هذا قطعاً يكون له علاقة وثيقة بالصراعات الداخلية لدى الانسان و عندما يجد الانسان ضالته يكون أمام امرين إما الحب أو الاعجاب و بالطبع هناك مؤثرات كثيرة هنا فالله سبحانه و تعالى يجعل من عباده المحبوبون و منهم من ينفر الناس منهم على افتراض اننا أمام النوع الاول فهناك مؤثرات فلكية تؤثر على عاطفة الانسان فقد اكتشف العلماء حسابات فلكية لها علاقة بالعاطفة البشرية حيث تؤثر اشعاعات كوكب المشترى على عاطفة الانثى ، كما تؤثر اشعاعات كوكب المريخ على عاطفة الرجل و نصبح هنا بصدد حسابات التوافق بين الشخصين بحساب زاوية ميل كوكب المشترى على المريخ لعمرى هذين الشخصين ، هذا عن العامل الفلكى أما بالنسبة للعامل النفسى فهذا اوسع و أرحب لشدة تعقيد النفس البشرية و أعتقد انه يحتاج لموضوع كامل وحده ، أما بالنسبة للعامل العضوى نجد أن الحب من ضمن المشاعر التى تتمركز لدى الانسان فى المخ (الفص الوجدى) و هذا الفص بدوره يصدر تنبيهاً للانسان عندما يقترب من شخص ما يكون هذا الشخص ليس فقط موضع اهتمامه بل هو ما اختاره المخ ليكون هو الحبيب – و تساعد الشيكولاتة فى تنبيه مراكز فى المخ تجعل الانسان فى حالة من السعادة النشوة كما تجعله متسامح و يتعامل بهدوء و رقة و لذا يهادى الاحباء بعضهم بعبوات من الشيكولاتة -و بالطبع انا مؤمنة بضرورة الحب للانسان ؛ لكن المنطق لا بد أن يكون هو المحرك الاساسى لتصرفات الانسان بعيداً عن العواطف الهوجاء حتى يستطيع أن يتصرف بقوة فى شتى المواقف و المنطق هو الذى بنى حضارات هدمتها العاطفة .