لقد خلق الله الانسان بعد خلقه للجان و فضله على سائر مخلوقاته بالعقل و أعطاه الحرية فى إختيار قراره و تحمل مسئوليته و بهذا أصبح الانسان أفضل مخلوق خلقه الله ، و كان الجان فى قديم الزمان يخشون الانسان و يرهبونه و لما بدأ الانسان يعرف قدرة الجان التى ربما تفوق قدرة البشر بدأ يستعين بهم فى تدبير حوائجه و كان الجان خادم للإنسان يؤمر و ينفذ إلى أن ادرك الجان أن الانسان لا يستطيع فعل تلك الأشياء كما ادرك احتياج الانسان له و بدأ يشعر بالقوة إزاء ضعف البشر و مع احتياج الانسان العاصى له و الذى نسى قدرة الله الذى خلق كل شىء صار الانسان عبداً لهذا الجان و لم اقصد هنا البشر كافة و لكن تلك الفئة التى اعتمدت على الجان و من ثم أصبح الانسان يخشى الجان و يرهب حتى الحديث عنه و هذه الرهبة انما هى فى أساسها شعور بالنقص يتمركز عند الانسان فى اللاوعى فيجعله دائمأ فى حالة من الخوف و القلق و لهذا نجد أن عباد الله المقربين له الواثقين من قدراتهم التى حباها الله إياهم لا يشعرون بهذا الاحساس.