لقد خلق الله آدم من حفنة من تراب الارض تحتوى على جميع العناصر الموجودة بها و لما كان بالجنة مخلوقاً من فخار كان الشيطان يمر به يدخل فى فمه فيخرج من دبره و لذا عرفان الانسان أجوف ضعيف ، و عندما سوى الله خلق آدم و نفخ فيه الروح أمر الملائكة ان تسجد له فسجدو له جميعاً الا ابليس (إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من طين *فإذا سويته و نفخت فيه من روحى فقعو له ساجدين *فسجد الملائكة كلهم أجمعون *إلا إبليس استكبر و كان من الكافرين )سورة ص .
و لما كان آدم وحيداً فى الجنة لا يجد من يؤنسه فقد خلق الله له حواء من ضلع اعوج و هو نائم فلما استيقظ و رآها لم يكن يدرى من هى و لم خلقت و قد حكى لنا السعدى عن أبى صالح و أبى مالك عن ابن عباس ، و عن مرة ، عن ابن مسعود ،و عن ناس من الصحابة انهم قالو : أخرج إبليس من الجنة و أسكن آدم الجنة ، فكان يمشى فيها وحشى ليس له فيها زوج يسكن إليها ، فنام نومة فاستيقظ و عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه ، فسألها ما انت؟ قالت امرأة . قال و لم خلقت ؟ قالت لتسكن إلى . فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه : ما اسمها يا آدم ؟ قال حواء . و لم كانت حواء ؟ لأنها خلقت من شىء حى .
و ذكر محمد بن اسحاق ، عن ابن عباس ، انها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر و هو نائم و التئم مكانه لحماً .